إضراب عام وصراع سياسي مشتعل.. هل تونس على أبواب الفوضى؟
الإعلامي زياد الهاني يشعل فتيل الخوف والتوتر بتصريحاته المثيرة، إذ حذّر بقوة من احتمال حدوث حملة إيقافات غير مسبوقة قد تهز الساحة السياسية التونسية وتطال شخصيات قيادية بارزة في الاتحاد العام التونسي للشغل، وعلى رأسهم الأمين العام للاتحاد، نور الدين الطبوبي. هذه التكهنات التي أطلقها الهاني جاءت كقنبلة موقوتة، تتوقع أن تثير زوبعة كبرى في البلاد، في وقت حساس من تاريخ تونس.
وفي رسالة تحذيرية شديدة اللهجة، لم يتوانَ الهاني عن مخاطبة السلطات بعبارات صادمة، قائلاً: "احذروا، أنتم تلعبون بالنار!"، وكأنه يلوح بعواقب وخيمة إذا تم الاقتراب من الاتحاد. يرى الهاني أن أي استهداف للاتحاد قد يفجر الأوضاع ويهز استقرار البلاد الهش أصلاً. وفي نبرة مليئة بالقلق، شدد على ضرورة الحفاظ على السلم الاجتماعي، محذراً من أن تجاهل ذلك قد يقود تونس إلى مشهد أكثر ضبابية وفوضى.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس للغاية، حيث أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن تنظيم إضراب عام يشمل القطاعين العام والخاص، في جميع أنحاء الجمهورية. هذا التصعيد الخطير يعكس التوتر المتزايد بين السلطة والاتحاد، وكأن البلاد على مشارف انفجار اجتماعي، سيؤثر على كل زاوية من حياتها الاقتصادية والسياسية.
ولم تتوقف النيران هنا، فقد خرج الأمين العام للاتحاد، نور الدين الطبوبي، ليطلق بدوره سهام النقد اللاذعة تجاه هيئة الانتخابات، متهمًا إياها بتجاوز القانون والتصرف كسلطة مستقلة تتخطى صلاحياتها. وفي خطاب مشحون بالخوف والقلق على مستقبل تونس، حذر الطبوبي من أن الانتخابات الرئاسية المقبلة قد تتحول إلى "عملية مبايعة"، بدلًا من كونها انتخابات ديمقراطية حرة وشفافة. وهو ما يراه تهديدًا مباشرًا لحقوق التونسيين ومبادئ الديمقراطية التي بنيت عليها البلاد بعد الثورة.
هذه التصريحات، التي تأتي وسط أجواء محتقنة، تزيد من حالة التوتر والخوف بين المواطنين، الذين يتساءلون عن مستقبل البلاد في ظل هذه المواجهات الصاخبة بين القوى السياسية والنقابية.